ما يحدث الآن على الساحة السياسية هو نوع من الاستربتيز السياسى! تنازلات لا يصدقها الناس تحدث إذ فجأة، استربتيز تُخلع فيه كل الأفكار الراسخة والمبادئ الثابتة قطعة قطعة حتى آخر ورقة توت لتظهر عورة النفاق والانتهازية والوصولية وبيزنس الدجل السياسى، عرض استربتيز ضخم باتساع مساحة الوطن، يشاهده الشعب على الهواء مباشرة، من كان يكره خلقة وشكل الثوار والثورة، فجأة صار ثورياً بدرجة جيفارا لدرجة أنه يخاف على الثورة، ومن كان فى قمة الاستعلاء على من هم خارج جماعته صار متواضعاً خجولاً خجل العذارى، بعد أن كان يتحدث عن الشرع والحدود صار يعتذر ويبيح ويكرر: مافيش مانع، متساهلاً بسرعة عشرة آلاف لفة فى الثانية ومتراجعاً عن قسمه مثل الريس حنفى «تنزل المرّة دى»، يعرض الرشاوى والمناصب ويتباسط فيها مع كل من هب ودب لدرجة أننى لن أندهش إذا استيقظت غداً ووجدته قد أعطى منصب نائب رئيس الجمهورية للراقصة دينا!

هل سمعتم عن صوت يتحول إلى قارورة عطر؟ إنها شادية، من «مكسوفة» حنجرة راقصة لبنت دلوعة ذات دلال، إلى «يا عينى ع الولد»، حنجرة مشروخة لفلاحة ذات شجن! شادية شفاها الله حلم جميل نستدعيه فى زمن الكوابيس.

أمس تعاملت مع أربعة من بسطاء الناس منهم من يحمل دبلوماً متوسطاً ومنهم من لم يحصل على أى قسط من التعليم سباك وكهربائى وجناينى وموظف شركة تأمين، الكل وبلا اتفاق مسبق معجب بالإعلامى توفيق عكاشة! هم مقتنعون تمام الاقتناع بما يقوله عكاشة، يحفظونه صم، مغرمون بطريقة حديثه، لم ينفع معهم حوار أو جدل حول مصداقية ما يعرضه، أثبت لى الحوار معهم أن قبيلة الإنترنت برغم ضجيجها العالى هى أصغر قبيلة فى مصر، الإنترنت فى واد والناس الغلابة فى واد آخر، وآراء من يتعاطى الإنترنت وزنها أحياناً أخف من الريش، استطاع النت أن يصنع ثورة، ولكنه لم يستطع أن يصنع وعياً!

وصلتنى هذه الرسالة على إيميلى، أنا غير متأكد من صحة هذه المعلومات ولكنى سأنقلها كما هى لدلالتها، فمن الممكن أن تكون المعلومة غير دقيقة لكن دلالتها ومعناها حقيقى جداً، الرسالة تقول: «فى أول صفحة بالجـواز الأمريكى مكتـوب: «حامل هذا الجواز تحت حماية الولايات المتحدة الأمريكية فوق أى أرض وتحت أى سماء»، وفى الجواز البريطانى: «ستدافع المملكة المتحدة عن حامل هذا الجواز حتى آخر جندى على أراضيها»،وفى الجواز الكندى: «نحرك أسطولنا من أجلك»، وفـى الجواز المصرى: «عند فقدان الجواز تدفع غرامة مالية».